تكريم الأمير تميم للمتفوقين يكتب ذاكرة جديدة

د. ميرفت ابراهيم

في مشهد وطني مهيب يفيض بالمعاني الإنسانية والرمزية، جسّد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، رؤيته الثاقبة وإيمانه العميق بأهمية العلم حين كرّم أوائل طلاب الثانوية العامة بمنحهم ساعات “رولكس”، في بادرة سامية تجاوزت حدود التكريم المادي لتصل إلى عمق الروح والمعنى. فقد أراد سموه أن يقول لأبنائه وبناته: “إن جهدكم محل تقدير، وإن وقتكم هو أثمن ما تملكون، وإن تفوقكم هو زينة الوطن وفخره”.
هذا التكريم الاستثنائي ليس مجرد احتفال سنوي بالمتفوقين، بل هو تجسيد حيّ لفلسفة قيادة قطر في الاستثمار في الإنسان، باعتباره الثروة الحقيقية وعماد التنمية. إن منح الطلاب ساعات “رولكس” يحمل رسالة بليغة بأن الوقت هو رأس المال الأغلى، وأن الانضباط في استثماره هو ما يميز الناجحين عن غيرهم. إنها رسالة تحمل في طياتها تحفيزاً للأجيال بأن النجاح لا يُقاس فقط بالدرجات، بل يُقاس بالالتزام والعزيمة والقدرة على البناء والإبداع.
وقد ازدانت هذه المناسبة بوجود سعادة وزيرة التربية والتعليم السيدة لولوة الخاطر، التي جسدت من خلال مشاركتها دعم الوزارة المتواصل للطلبة، وحرصها على تحفيزهم للتميز والتفوق. إن حضورها إلى جانب سمو الأمير المفدى يعكس تكاملاً بين القيادة والوزارة في رعاية الطلبة وتشجيعهم، لتظل قطر دائماً بيئة محفزة تحتضن الإبداع وتفتح أبواب المستقبل أمام أبنائها.
إن ما قام به سمو الأمير المفدى يُعبّر عن فلسفة عميقة ترتبط برؤية قطر الوطنية 2030، تلك الرؤية التي وضعت الإنسان في قلب أولوياتها. فالاستثمار في التعليم ليس خياراً بل هو مسار استراتيجي، وهو ما جسدته هذه المبادرة التي حملت معاني الأمل والفخر والثقة في شباب الوطن.
إن تكريم أوائل الثانوية العامة بهذه الصورة المشرقة يزرع في نفوس الطلبة شعوراً عظيماً بالمسؤولية، ويمنحهم دافعًا قوياً لمواصلة مسيرة التفوق. فحين يرى الطالب أن تعبه وسهره وحرصه على العلم قد وصل صداه إلى أعلى هرم القيادة، وأن الأمير بنفسه يكرمه ويمنحه هدية ذات قيمة ورمز عالمي، فإن ذلك يولّد شعوراً عميقاً بالانتماء والولاء، ويؤكد أن قطر لا تدخر جهداً في رعاية أبنائها.
لقد اعتدنا من سمو الأمير المفدى أن يكون قريباً من الشباب، داعماً لطموحاتهم، ومؤمنًا بأنهم عماد النهضة. فهو القائد الذي يترجم إيمانه بالعلم إلى أفعال ومبادرات، ويؤكد دومًا أن مستقبل قطر يُبنى على سواعد أبنائها وعقولهم المستنيرة. وإن هذه المبادرة السامية ليست إلا امتدادًا لمسيرة حافلة بالاهتمام بالتعليم، بدأت منذ عهد المؤسس رحمه الله، وتعززت في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لتتواصل اليوم بقيادة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، قائد النهضة والريادة.
إن الطلاب الذين حظوا بهذا التكريم سيدركون مع مرور الأيام أن الهدية لم تكن مجرد ساعة، بل كانت رمزاً للتقدير ورسالة عميقة ستبقى في وجدانهم ما عاشوا. وستظل هذه اللحظة نقطة تحول في حياتهم، تلهمهم للمزيد من العطاء، وتدفعهم لرد الجميل لوطنهم وقيادتهم.
إن مبادرة سمو الأمير المفدى تمثل قدوة لكل من يسعى لدعم التعليم وتحفيز الأجيال الجديدة، فهي تعكس روح القيادة الحكيمة التي تجعل من الإنسان محور التنمية، ومن العلم ركيزة المستقبل. وقد جاءت في وقت يشهد فيه العالم تحديات كبرى، لتؤكد أن قطر ماضية في مسيرتها بثقة، مستندة إلى شبابها المتعلم الواعي، القادر على مواجهة التحديات وصناعة الفرص.
يمكن القول إن تكريم سمو الأمير لأوائل الثانوية العامة هو رسالة حب وفخر، ورسالة أمل تبعث في النفوس الطمأنينة بأن قطر تسير على الطريق الصحيح، يقودها أمير محب لشعبه، قريب من شبابه، مؤمن بقدراتهم. إن هذه المبادرة ستظل علامة مضيئة في مسيرة الوطن، وستبقى محفورة في ذاكرة كل من شارك فيها، لتقول للأجيال القادمة: “في قطر، العلم مكرم، والمتفوقون محل فخر، والقيادة تقف دائماً إلى جانب أبنائها”.