شعر
مَن أخبرَك بِخوفي؟

رافد ساكو
أأخافُ فقدَكَ؟.. كيف لي أن أُنكِرَا
وحنينُ قلبي قد تعرّى واظهرا
إنّي أخافُ بأن تغيبَ فتختفي
أسكنَ الحزنُ في القلبِ مقبرا
مَن ذا يُعلّمني الرحيلَ ومِن دُناكَ
المكانُ بعدَكَ باتَ مكدّرا
كُلُّ الدروبِ إذا افترقنا موحشٌ
والعمرُ بعدَك لو نَعِشْ ما أبهرا
ما قلتُها لأحدٍ سواكَ، فأنتَ لي
روحٌ تجلَّتْ في الفؤادِ وأزهرا
فإذا خشيتُ غيابَكَ .. فذاك من
عشقي .. وخفتُ أن أتحسّرا
وإذا بدا طيفُ الفراقِ ببالِنا
ضاقتْ سماءُ العمرِ وانهدَّ الذُّرى
ما عادَ قلبي يحتملْ صمتَ النَّوى
فالبُعدُ نارٌ في الضلوعِ استعمرا
كُن لي كما كنتَ الحبيبَ مُؤازِراً
وعلى جراحِ الروحِ أنتَ المُجبِرا
لا تتركنّي للظنونِ ممزَّقاً
فالحُبُّ من دونِ اليقينِ تكسَّرا
لو تعثرت فجأةٌ .. أمشي إليكَ
دربُ السنينِ .. فحبُّنا لا يُقهرا
فاسمع فؤاداً خائفاً متوجِّساً
أخافُ فقدَكَ؟.. فأنا بكَ مُغرما
شاعر عراقي